فجوات في ثقافتنا السياحية !؟
كثيرا ما تقرأ عن ضرورة تطوير الصناعة السياحية في المملكة، ولا يسعك إلا أن تضم صوتك إلى من ينادي بهذا، فالمملكة ولله الحمد والمنة تعتبر من الدول الغنية بمواردها السياحية، الأمر الذي يساعد على تنويع مصادر الدخل الوطني، إذا ما بذلنا الجهد اللازم لتطوير هذه الصناعة بقطاعاتها المختلفة، الطبيعية والرياضية والدينية والتاريخية والتراثية الشعبية.. إلخ، ووجود رجل مثل الأمير سلطان بن سلمان على رأس القطاع السياحي يعتبر نصف النجاح، ويبقى الباقي على القوانين والبرامج التطويرية، بعد إذ توفرت القيادة التي تتمتع بالمعرفة والرؤية الاستراتيجية والمتابعة.
إلا أن هناك عاملا لا أدري لماذا نتحاشى الحديث عنه تحرجا، ألا وهو الوعي السياحي عند المواطن، رغم أنه يعتبر من أهم محاور نجاح أي مشروع تنموي يهدف إلى النهوض ليس بالسياحة وحدها، بل وبكل المشاريع النهضوية والتنموية، لأن العملية على هذا الصعيد هي تكاملية شاملة ولا يجدي معها أن يقوم قطاع أو محور واحد، وهو هنا الدولة ومؤسساتها الحكومية وحدها، فلا بد من تكامل وتضافر الجهد في القطاعين الأهلي والشعبي معها.
ويتجلى ضعف الوعي السياحي عندنا في عدة مظاهر، إذ يبدو أننا نغفل الجانب الثقافي في سياحتنا الداخلية والخارجية، ولك أن تسأل كم من السعوديين قام بزيارة للآثار التاريخية في الوطن مثل مدائن صالح أو منطقة رجال ألمع على سبيل المثال، وكم سائح زار مصر وذهب إلى مناطق أهرامات الجيزة أو سقارى، أو أوغل بعيدا ليزور معبد أخناتون في جنوب مصر، ليس ذلك وحسب بل يمكنك أن تسأل من زار وتجول في منطقة سور الأزبكية وقرأ عناوين الكتب النادرة التي تباع رخيصة هناك وغيرها من العالم، حتى في العاصمة المصرية والتي هي واجهات تشكل جزءا من الذاكرة المصرية، وكذلك الحال في كل بلاد الدنيا التي لم نترك بلدا لم نزره فيها؟.
لا يوجد تعليقات